ثقافة الفنان عدنان الشواشي يوصي بمقاومة المندسّين المتطفّلين ومعهم أرباب نشر النّشاز السّمعيّ البصري
نشر الفنان عدنان الشواشي تدوينة قدّم فيها مجموعة من التوصيات الفنية داعيا الى الحفاظ على سلامة الشجرة الفنية الولّادة الطّيّبة الشّامخة من شرور المندسّين المتطفّلين على ميدان المهنة ومناطق الإبداع ومن أرباب نشر النّشاز السّمعيّ البصري و المحاولين فرضه في السّاحة.
ودوّن الشواشي ما يلي: "بدأت أغصان شجرتنا الفنّيّة العريقة المثمرة تشيخ ، هذه الأيّام ، و تفقد أوراقها المظلِّلة العبِقة القديمة بنسق مُلفِت وتحوُّلٍ شامل صارخ محتوم ، إستعدادا لتعويضها بأخرى جديدة فتيّة يانعة تمكّنها من مواصلة الحياة ومجارات قادم ما يمكن أن يضرّ بها وربّما يتسبّب في عُقمها من جرّاء اختناق تربتها واعتزال حرّاسها ولامبالاة أهلها أمام تنامي زحف "الطّفيليات" على منطقة عيشها لمحاصرتها وتجفيف عروقنا وتلويث محيطها وإجبارها على تسليم منشئ جذورها ليغرسوا فيه شجرتهم الدّخيلة المحصّنة بالأشواك اللّاذعة والمدجّجة بالأوراق المختصّة في نثر الرّوائح الفاسدة وجذب حشرات المنّ الجامحة وتقطير السّوائل السّامّة الآسنة وبثّ أصوات حفيفها الجافلة المتنافرة النّاشزة......
لذلك أوصي، بصفتي فنّان من قُدَماء سلالة أوراق أيّام زمان، و المُستعِدّ ، بكلّ رضاء واقتناع وإيمان ، لمغادرة الشّجرة التي غذّتني وروَتني بِعَذْب الرُّحاق وجميل الأفنان .. أوصي شابّات وشبّان حديقتنا الفنّيّة الأصيلة الأنيقة النّظيفة الرّائدة بالحفاظ على سلامة شجرتنا الولّادة الطّيّبة الشّامخة من شرور المندسّين المتطفّلين على ميدان مهنتكم ومناطق إبداعكم ، بفظاظة وعنف ونيّة كسبِ ما لا حقّ لهم فيه ولا مكان ، وذلك بمعيّة أرباب نشر النّشاز السّمعيّ البصري و فرضه في السّاحة ، فرضا ، رغم أنوف السّمّيعين والذّوّاقين والمختصّين الواعين بخطورة هذه الإحتيالات والمغالطات الفنّيّة المقصودة المدعومة الشّاملة العارمة الهدّامة.
لا تتركوا شجرتكم تُقتلَع من جذورها وأنتم تتفرّجون.
كلامي هذا موجَّه ، أيضا ، لجميع المؤهّلين ، بحقّ ، لتسلّم المِشعل من أيادي السّابقين الأكفّاء الأوفياء الصّادقين الذين اجتهدوا و تألّقوا وضحّوا ، في كلّ المجالات ، في سبيل أن تظلّ حدائقهم محصّنة مرتّبة نظيفة وأشجارهم ولّادة لفيفة وأوراقها، مهما أسنّت وتليّفت وتأذّت من ريّاح الخريف الهائجة واندساسات الطّفيليّات المتواصلة العابثة الماكرة ، تصدّت ، بما أمكن لها من القوّة والثّبات والإمكانيات ، ليتركوا لكم دعامةً سليمة قويّة تشيّدون فوقها بيتَ تحقيق أحلامكم المستقبليّة وتُربةً نظيفة غنيّة عليها الشّجرة التي أورثناها لكم لتكونوا أوراقها المُقبِلة الفتيّة الشّرعيّة ....
فلا تهادنوا ولا تسلّموا ولا تضعفوا أمام هجمات الحشرات والجراثيم السّاديّة وحصار الأعشاب الزّاحفة الطّفيلية ... حافظوا عليها ، فهي الشّجرة المتأصّلة المترسّخة الولّادة الجامعة الشّامخة التّونسية".